الاتوبيس النهرى حلم طلاب هندسة المنصورة

في مقالات من 10 سنوات

فى الوقت الذى اصبحت فيه مدينة المنصورة شديدة الازدحام والتكدس المرورى واصبح اكثر من نصف مليون مواطن من سكانها ومن القادمين اليها من القرى لاداء مصالحهم يعانون اشد المعاناة يوميا فى الوصول الى مقار عملهم وقضاء مصالحهم نجح فريق من طلاب كلية الهندسة جامعة المنصورة فى التوصل الى مشروع غير تقليدى باقل التكاليف للقضاء على مشكلة الزحام والتكدس المرورى بالشوارع الرئيسية لمدينة المنصورة وتقليل نسبة تلوث الهواء بالمدينة جراء عوادم السيارات ودون اللجوء الى مشروعات ضخمة مثل انشاء الكبارى وغيرها وايضا دون ان تدفع الدولة مليارات الجنيهات وذلك بعد ان قضوا قرابة العام فى البحث والتصميم وتنفيذ تصورات ورسومات لمشروع الاتوبيس النهرى الذى سيربط شرق المدينة بغربها وسيربطها ايضا بمدينة طلخا فى الضفة المقابلة لها من النيل الامر الذى دفع الدكتور السيد عبدالخالق فى ابريل الماضى حينما كان رئيسا للجامعة الى عرض المشروع على اللواء عمر الشوادفى محافظ الدقهلية الذى ابدى تحمسه للمشروع واكد انه سيتم توجيه كافة اجهزة المحافظة لدراسة المشروع وبحث سبل تنفيذه فى اقرب وقت ممكن.
يقول الدكتور مهند فودة المدرس المساعد بهندسة المنصورة والمشرف على المشروع ان بداية الفكرة كانت فى رغبة 8 من طلاب الكلية المتميزين بالفرقة الثالثة بقسمى العمارة والمدنى للبحث عن احد المشروعات التى تخدم مدينة المنصورة وتساهم فى حل احد اكبر مشاكلها وبالفعل تم الاستقرارعلى اهم مشاكل المدينة وهى الزحام المرورى والتكدس والاختناقات الحادة فى شوارعها الرئيسية والفرعية وعكف الطلاب عبدالرحمن قشطة وسارة عادل واية محمد ومهند عصمت وسارة صبرى ورانيا صيام وهاجر مسعد وعبدالرحمن مجدى منذ بداية صيف العام الماضى على البحث عن حل تلك المشكلة يتضمن سهولة التنفيذ وقلة التكاليف مع مراعاة الحفاظ على البيئة من التلوث وبالفعل توصل الطلاب الى فكرة الاتوبيس النهرى بطول 7 كيلومترات على ضفة النيل بين مدينتى المنصورة وطلخا على ان تكون سعة الاتوبيس الواحد من 30 الى 50 راكب وستستغرق رحلته من اول لاخر محطة حوالى 35 دقيقة على ان يبدا خط سير الاتوبيس من محطة حى قولونجيل مرورا بمحطات توريل والمحافظة وقصر الثقافة وكوبرى طلخا والمدير وجيهان والجامعة وصولا الى محطته الاخيرة بقرية اويش الحجر وبذلك سيربط الاتوبيس النهرى شرق المنصورة بغربها من خلال 9 محطات منهم 3 محطات سيتم استغلال وجود المعديات القديمة بها فى قولونجيل وتوريل والمدير وتطويرها وبذلك سينجح الاتوبيس فى ربط مدينة المنصورة بطلخا كما ان محطته الاخير “اويش الحجر” ستكون المحطة المركزية التى ستستقر فيها الاتوبيسات فى نهاية اليوم لاجراء اعمال الصيانة والتزود بالوقود ويضيف الدكتور مهند ان المشروع يتيح التنقل بسهولة ويسر لكافة المواطنين بمدينتى المنصورة وطلخا وفى اقصر وقت ممكن بعيدا عن الزحام المرورى فى الشوارع وسيجنب المواطنين استغراق ساعات للوصول الى المكان الذى يقصدونه علاوة على انه سيكون صديق للبيئة حيث سيتم استخدام الغاز الطبيعى كوقود لتشغيل الاتوبيس وستتم مراعاة اجراءات الامانة والسلامة به حيث تتضمن الدراسة احتواء الاتوبيسات على نوافذ زجاجية حماية للمواطنين من التعرض للسقوط فى مياه النيل بالاضافة الى استخدام تذاكر ذكية كتذاكر المترو مرتبطة بعدد المقاعد اى انه لن يدخل راكبا الى الاتوبيس اكثر من الحمولة المقررة له كما سيتم عمل اشتراكات باسعار مخفضة لطلبة المدارس والجامعات.
ويشير الطلاب مبتكرو المشروع الى وجود جانب استثمارى مهم يتمثل فى تنفيذ ممشيين بمحطتى جيهان والجامعة نظرا لانهما المحطتان الوحيدتان اللتان يقع المرسى الخاص بهما بعيدا عن شارع المشاية الرئيسى من البر الى داخل النيل الامر الذى سيتطلب معه الراكب الى قطع مسافة تقدر بنحو 200 مترا دخولا على ممشى مجهز للوصول الى المرسى والركوب فى الاتوبيس وانه من الافضل ان يتم استغلال هذا الممشى فى كل محطة وتنفيذ محلات عليه يتم تاجيرها للراغبين وبالتالى ستدر ايجارات هذه المحلات دخلا كبيرا للجهة القائمة على المشروع سواء كانت المحافظة التى من الممكن ان تتبنى تنفيذ المشروع بنفسها او ان تقوم باسناده الى احد رجال الاعمال المصريين بنظام ال “B.O.T” وتمنحه حق انتفاع من المشروع لمدة 5 او 10 سنوات على ان تسترد المحافظة جميع حقوقها بعد انقضاء مدة الاتنفاع والتى تشمل ايجارات المحلات وثمن التذاكر و الاعلانات التى سيتم وضعها على الممشيين وعلى الاتوبيسات النهرية الخاصة بالمشروع هذا الى جانب توافر امكانية تنفيذ مشروع استثمارى اخر تم تنفيذه بالفعل فى العاصمة وهو تاكسى النيل “Nile Taxi” والذى يتضمن توفير لانش صغير للراغبين فى التوجه الى اى مكان اخر على نيل المنصورة وسيكون له سعر مختلف عن سعر تذكرة الاتوبيس وسيتم طلبه عن طريق الاتصال برقم خدمى.