“الممارسة”..سر انقطاع الكهرباء صيفاً واضطراب مثلث الانتاج والاستهلاك والتحصيل

لا شك ان ملايين المصريين عانوا خلال السنوات القليلة الماضية من تكرار انقطاع الكهرباء فى فصل الصيف وتباينت الاقاويل فى الشارع المصرى واختلفت على الاسباب فهناك من ارجع السبب الى اضطرار مسئولى الكهرباء الى تخفيف الاحمال حفاظا على الشبكة العامة لخطوط واسلاك الكهرباء بالجمهورية وهناك من ارجع السبب الى تزايد عدد المستهلكين بشكل مضاعف وثبات كم الميجاوات المنتج من الكهرباء وهناك من ارجع السبب الى خروج بعض محطات انتاج الكهرباء عن الشبكة وتوقفها المؤقت عن العمل وهناك من اكد ان تجمع هذه الاسباب معا فى وقت واحد هو المبرر المنطقى لهذه الظاهرة التى تبرز بشكل جلى فى كل صيف.
لكننا اذا احكمنا العقل فسنستطيع ان نجزم بان اتخاذ تخفيف الاحمال كسبب لانقطاع الكهرباء فى فصل الصيف هو حجة واهية لان الرد العقلانى سيكون بسيط جدا وهو لماذا لم تظهر حجة تخفيف الاحمال فى السنوات السابقة “ما قبل ثورة 25 يناير” التى كانت مصر تتمتع خلالها بفائض فى طاقة الكهرباء؟! , اما عن خروج بعض المحطات بشكل مؤقت من الشبكة فهو امر وارد ولا يستمر طويلا وليس سببا كافيا لتكرار انقطاع الكهرباء بشكل مستمر يصل فى بعض الاحيان لاكثر من 10 ساعات متواصلة فى قرى الدلتا ونجوع الصعيد.
ولذلك يظهر لنا السبب الاقوى والاكثر رجاحة وهو ثبات انتاج كم طاقة الكهرباء من قبل شركة انتاج الكهرباء المصرية مقابل زيادة مضاعفة ومستمرة فى عدد المستهلكين وهو الامر الذى تظهر معه الازمة وتتضخم فى فصل الصيف خاصة بسبب اشتراك نسبة كبيرة من هؤلاء المستهلكين بنظام “الممارسة” وهو النظام غير العادل بالنسبة للشركة وبالنسبة لبقية مشتركيها بنظام العداد فى مقابل مستهلك “الممارسة” والذى يدفع ما يقرب من “100 جنيها” عن كل 3 شهور لاستهلاكه الكهرباء بدون عداد اى بدون رقيب او حساب فنظام الاشتراك بالممارسة يكبد الشركة خسائر مالية فادحة ويجور على حق المشترك الملتزم “صاحب العداد” فى تمتعه بخدمة الكهرباء بشكل عادل وكامل.
وفى محافظة الدقهلية يظهر امام مسئولى الكهرباء اشتراك الممارسة الظالم بشكل واضح وجلى خاصة فى القرى لدى اصحاب مزارع الدجاج والمواشى الذين يقومون بالاشتراك بنظام الممارسة بدلا من العداد ويدفعون الثمن البخس كل 3 شهور فى مقابل سحب واستهلاك كم الكهرباء الذى يكفى لتشغيل مصانع كاملة , فعلينا ان نتخيل ما بداخل تلك المزارع من اجهزة تدفئة ومواتير رش ومواتير ضخ مياه ولمبات اضاءة بخلاف الاجهزة الكهربائية وغيرها , ورغم تعالى صرخات المواطنين فى كل صيف بسبب معاناتهم من تكرار انقطاع الكهرباء لكن السادة المسئولين “ودن من طين وودن من عجين” , الامر الذى يتطلب مراجعة كاملة من كبار المسئولين بالدولة وخاصة وزير الكهرباء لاصحاب الممارسات واصدار مرسوم بقانون يلغى تطبيق الممارسات ويعطى مهلة لاصحابها لتركيب عدادات ويسمح بمد خدمة الكهرباء للراغبين فيها بشرط تركيب عداد من البداية , وهو الامر الذى سيعمل على وجود توازن فى عناصر مثلث شركة الكهرباء من انتاج واستهلاك وتحصيل.