رسالة دكتوراه بجامعة المنصورة تثبت اهتمام القدماء المصريين بطب العيون

في تعليم من 8 سنوات

ناقش الباحث محمود المحمدي عبد الهادي، من العاملين بجامعة المنصورة، رسالة الدكتوراه الخاصة به بعنوان “أمراض العيون عند قدماء المصريين ” من خلال بردية ايبرس تحت إشراف الدكتورة هدى عبد الله قنديل أستاذ اللغة المصرية القديمة ووكيل كلية السياحة والفنادق بجامعة السادات، والدكتور أشرف ابراهيم معوض استاذ طب وجراحة العيون بكلية الطب جامعة المنصورة والدكتورة نرمين شكرى المدرس بقسم الارشاد بكلية السياحة والفنادق.
وتكونت لجنة المناقشة والحكم من الدكتورة سحر مصطفى عباس الطرشوبى استاذ طب وجراحة العيون بكلية الطب جامعة المنصورة والدكتور رشاد فاروق السيد محمد استاذ اللغة المصرية القديمة بكلية الاداب جامعة الاسكندرية.
وأثبت الباحث خلال الرسالة أن المصري القديم اهتم بعناية العينين حيث انه عرف أطباء العيون منذ الدولة القديمة، وقد وردت حوالي 108 وصفه لعلاج أمراض العيون في البرديات الطبية وان فن الطب عند قدماء المصريين كان قد ارتكز على اختيار العقاقير الصحيحة وان المصرى القديم أدرك بفطرته أهمية الإبصار فى الحياة , كوسيلة معروفة وإدراك للحياة والأشياء ولذلك إهتم قدماء المصريين بمعرفة الكثير عن البناء الداخلى للعين.
وظهرت مهارة الطبيب المصرى القديم فى علاج امراض العيون الاتى : لعلاج “خراج العين واسمه باللغة المصرية تاعوtAw” استخدم فى علاج هذا المرض الصنوبر ونخاع اسنان فك الحمار المطحونة والحنظل والكحل الاسود حيث كانت توضع تلك العناصر سابقة الذكر على جفون العين لترطيب العين والعمل على تلطيف درجة حرارتها وصرف الخراج.،ولعلاج ” ذرف الدموع باستمرار من العيون Dfdft”, كان يستخدم فى علاجه العسل والخروع والكاكا ،وكان مرض اعتام القرنية سهيدوا sHDw أحد تلك الأمراض التي أثارت من همة ونشاط أطباء العيون في مصر القديمة. فحاولوا التخلص منه باستخدام غسول من القشدة واللبن, ولم يكن مرض ملازمة الظفرة ايدت Adt”الشُحيمة” هو الآخر بالمرض السهل؛ ويتضح ذلك من خلال أنواع العلاجات التي استعانوا بها لمواجهة هذا المرض فقد حاول الاستعانة بكمّادات: دهن الأوز والعسل؛ ومرارة السمك ؛ ومزيج اللازورد واللبن والبخور وروث التماسيح. ولم يكن لأي من تلك العلاجات أثر فعال في الشفاء من هذا المرض.
استخداموا ايضا كبد الثور المشوي فى علاج مرض العشى الليلى. و يبدو أن هذا العلاج كان مفيدا فى شفاء هذا المرض, و تم استخدام الشحوم الحيوانية من عظم فك الحمار, حيث كان يتم خلطها بالماء البارد, ثم يُطلب من المريض وضع هذا الخليط مكان الالتهاب لتخفيف من الالتهاب.
واوضحت هذه الدراسة مهارة الطبيب المصري القديم فى علاج أمراض العيون فى تلك الحقبة التاريخية وأيضا مهارته فى استخدام الوصفات العلاجية لعلاج أمراض العيون و التى تطورت بعد ذلك حتى وصلت الى العلاج الحديث الذى يتم تداوله الان.
واوصى الباحث بتدريس مادة تاريخ الأمراض وعلاجاتها القديمة لطلاب كليات الطب البشرى لمعرفة كيفية تطور علاج الأمراض و العمل على إجراء ابحاث مشتركة بين الكليات الطبية وكليات الآثار والسياحة ، حيث ان تلك الرسالة هى اول اشراف مشترك بين قسم الارشاد السياحى بكلية السياحة والفنادق وقسم طب وجراحة العيون بكلية الطب جامعة المنصورة.
واقرت لجنة المناقشة والحكم بقبول الرسالة ومنح درجة دكتوراه الفلسفة فى الارشاد السياحى مع التوصية على تداولها بين الجامعات المصرية و العربية والاجنبية .