دراسة بجامعة المنصورة تظهر خبز الشعير كدواء لمرضي السكرى
قدمت الدكتورة الزهراء محمود مطاوع مدرس بقسم الصناعات الغذائية بكلية الزراعة بجامعة المنصورة دراسة عن علاج جديد طبيعي من القمح للعديد من الأمراض التي انتشرت في الآونة الأخيرة انتشرت الأمراض المرتبطة بالغذاء ونمط الحياة غير الصحي مثل مرض السكر من النوع الثاني وأمراض القلب بشكل ملحوظ وفي نفس الوقت تزايد استهلاك الأغذية النشوية المصنوعة من دقيق القمح المنخفض في نسبة الألياف الكاملة مما أدي إلي تفاقم المشاكل الصحية و الاقتصادية المترتبة علي تدهور المستوي الصحي و تكلفة الرعاية الطبية للمرضي بهذه الأمراض المزمنة بجانب تزايد استيراد القمح لتغطية الاستهلاك المحلي لذلك كان الاحتياج إلي توفير بدائل صحية لمنتجات القمح متاحة لتغذية المستهلك العادي و المرضي المصابين بالأمراض مثل السكر والقلب وارتفاع الكوليستيرول ولأن المصابين بداء السكري أكثر عرضة لتفاقم مرض القلب و ارتفاع مستوي كولسترول فإن الخبز الغني بالألياف يقدم لهم وقاية مزدوجة لمنع تفاقم داء السكري من ناحية ولمنع مضاعفاتها لوعائية والقلبية من ناحية أخرى. ويعتبر الشعير أقدم مادة استعملها الإنسان في غذائه وقد جاء ذكر الشعير في القرآن و السنة النبوية و قد ثبتت له العديد من الخصائص الطبية المتعلقة بالأمراض الميتابوليزمية مثل خفض معدل السكر في الدم و خفض الكوليسترول نظرا لمحتواه من المركبات الفعالة حيويا العديدة و أهمها البيتا جلوكان و هو من الألياف الغذائية الذائبة.
و تم اختبار تأثير الخبز المصنوع من دقيق شعير كامل علي مستوي الحالة الصحية لمرضي السكر المتزامن مع ارتفاع الكولسترول في نموذج لفئران مصابة بالسكر من النوع الثاني مع ارتفاع متوسط لكولسترول الدم وكذلك دراسة مدي إمكانية إدخال دقيق الشعير في صناعة الخبز البلدي المستهلك ضمن الغذاء التقليدي. اظهر خبز الشعير الكامل ارتفاع ملحوظ في محتواه من البيتا جلوكان و ساعدت عملية الخبيز علي زيادة ذوبانية البيتاجلوكان و بالتالي زيادة فعاليته الحيوية .
وبدراسة التأثير الخافض لمستوي سكر الدم لألياف الشعير في الفئران المصابة بمرض السكر من النوع الثاني أظهرت التغذية علي خبز الشعير الكامل قدرة كبيرة في تنشيط إفراز الأنسولين و الذي سجل ارتفاع 47% في مستوي الأنسولين في الدم بعد مضي 8 أسابيع من التغذية و خفض نسبة الكوليسترول الكلي بمعدل انخفاض قدرة 7% عن بداية التجربة.
وبالنسبة لمحتوي الكوليسترول من النوع الجيد فقد أدت التغذية علي خبز الشعير الكامل إلي ارتفاع ملحوظ فيه باعلي نسبة بين المعاملات الاخري 41% . و علي العكس سجلت معاملة خبز القمح اعلي نسبة انخفاض في محتوي الكولسترول المرتفع الكثافة 7% مقارنة ببداية التجربة.
وسجلت وظائف الكبد تحسن ملحوظ و التي بعد المعاملة بخبز الشعير الكامل يليه خبز 50% شعير و لم يحدث تحسن بتأثير التغذية خبز القمح الكامل .
وتؤكد الدراسة ان استخدام الخبز البلدي المصنوع من دقيق الشعير الكامل في التغذية له فاعلية كبيرة لخفض مستويات السكر و الكولسترول في الدم و تحسين ليبيدات الدم نوعيا وكميا وكذلك تحسين وظائف الكبد و البنكرياس وعليه تحسن الحالة الصحية عامة لمرض السكر من النوع الثاني المتلازم مع ارتفاع الكولسترول لذا توصي الدراسة باعتماد خبز الشعير الكامل لتغذية مرضي السكر خاصة و تقليل المخاطر الصحية لمرضي الأمراض عامة .
