يد الاهمال والتخريب لا زالت تعبث بمتحف المنصورة القومى

في مقالات من 10 سنوات

عندما تشاهد اللافتة المكتوب عليها “متحف الدقهلية القومى” المعلقة خارج اسواره بشارع الجمهورية بمدينة المنصورة تعلم حقا مدى الاهمال والتدهور الذى اصاب هذا المبنى ذو الطابع الاثرى الفريد..فقصر محمد بك الشناوى رحمه الله عليه “عضو مجلسى الشيوخ والنواب والعضو البارز بحزب الوفد والصديق المقرب للزعيم سعد باشا زغلول” والذى تم تشييده عام 1928 بمدينة المنصورة على مساحة تقدر بنحو 4 الاف مترا مربعا على ايدى افضل عمال ومهندسين معمارين بايطاليا وكان مكونا من بدروم وطابقين وكان قد تم إستيراد السلم الذى يربط بين الطابقين بداخله من إيطاليا خصيصا وهو من الخشب المعشق والذى يتم تثبيته بدون أية مسامير وكان ملحق به حديقة بها نافورة ذات شكلا جماليا رائعا وملحق به ملعب ونال شهادة من رئيس ايطاليا عام 1931 تؤكد انه افضل قصر تم تشييده خارج ايطاليا وسمى ببيت الامة حيث استضاف فيه محمد بك الشناوى سعد باشا زغلول ومصطفى باشا النحاس واحيت به كوكب الشرق ام كلثوم والفنان محمد عبدالوهاب عدد من الحفلات الموسيقية..اصبحت حالته الان لا تسر عدوا ولا حبيبا بعد ان طالته يد الاهمال والتخريب.
يقول الدكتور مهند فودة المدرس المساعد بهندسة المنصورة ان بداية تحويل هذا القصر الاثرى الى متحف قومى لمدينة المنصورة ترجع الى عام 2005 عندما قررت وزارة الاثار شراء القصر من ثريا هانم الشناوى ابنه محمد بك الشناوى مقابل 16 مليونا فى ذلك الوقت ووافقت ثريا هانم بعد ان حصلت على موافقة بقية الورثة وتحملت على عاتقها صيانة وتامين ونظافة القصر حتى لحظة تسليمه للوزارة وقال المسئولين بالوزارة حينذاك انه سيتم ترميمه وتطويره واحضار عدد من القطع الاثرية من العصور الفرعونية واليونانية والرومانية والقبطية والاسلامية التى تم استخراجها من المناطق الاثرية بمحافظة الدقهلية لوضعها فى المتحف ومنذ هذا التاريخ ولمدة 7 اعوام متواصلة لم يتحقق اى مما سبق ذكره بل واصبح القصر يعانى من الاهمال واعمال التخريب المتواصلة خاصة بعد ان قامت هيئة الاثار بانشاء مكاتب لعدد من الموظفين والاداريين به والذين يتواجدون بالقصر يوميا ويقضون اوقات عملهم به دون تقدير لقيمة القصر الاثرية ولم يحدث بالقصر اى تطوير ليكون متحف فعلى لمدينة المنصورة حتى ثورة 25 يناير فى عام 2011..وفى فبراير 2013 اصدر الدكتور محمد ابراهيم وزير الاثار الاسبق قرارا بتخصيص 22 مليون جنيه لترميم وتطوير القصر وتجهيزة واعلن ان انتهاء عمليات التطوير وفتح القصر امام الجماهير ستكون بعد مرور سنتين اى فى فبراير المقبل “2015” ولكن لم يتم اى شىء حتى الان.
ويضيف الدكتور مهند ليت المسئولين تركوا القصر على حالته الاثرية الجميلة الرائعة ولكن تمت ازالة سور القصر الاثرى ووضع بدلا منه عروق خشبية سيئة المنظر وسمعنا عن تركيب بوابات الكترونية حديثة ولكن شيئا لم يحدث من ذلك كما تمت ازالة نافورة المياه والشجيرات النباتية النادرة الموجودة بساحة القصر كما تم تنفيذ اعمال حفر جائرة بحديقة القصر وكل هذا على ايدى عمال لا نعرف من الجهة التى جاءت بهم..وتساءل الدكتور مهند هل هذه هى الطريقة المناسبة لتتم بها عملية ترميم وتطوير قصر باهمية قصر الشناوى؟! وهل عمليات تشويه القصر المتكررة سينتج عنها متحف الدقهلية القومى الذى طال انتظاره؟!!والى متى ستظل يد الاهمال والتخريب تعبث بالمبانى الاثرية الرائعة التى تعد جزءا خالدا من تراثنا؟!!!